تقول أم: "ابنتى تبلغ من العمر 16 عامًا، وتعانى من نحافة زائدة جدا وملفتة لكل من يراها، فهى لا ترغب فى تناول الطعام، وتتناول ما يسد رمقها فقط خوفا من إصابتها بالسمنة، وحتى لا تضطر لاحقًا لإتباع أنظمة رجيم قاسية، كما تفعل بعض زميلاتها فى المدرسة، فهل ابنتى تحتاج إلى العلاج للتخلص من هذه الحالة؟
تجيب على السؤال الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنية بكلية الطب جامعة القاهرة، قائلة:
"هذه الابنة ربما تكون مصابة بأحد أنواع الأمراض المعروفة باسم أمراض الطعام التى تؤثر على حياة الشخص والمحيطين به".
وتحدث أمراض الطعام، كما تقول د.شلتوت، نتيجة أمراض نفسية أو كنتيجة للإصابة بالاكتئاب، وقد ينتج عنها أيضا الشعور بالاكتئاب.
وتشير إلى أن النوع المرتبط بأمراض الطعام، والذى يؤدى إلى النحافة يسمى مرض "فقدان الشهية العصبى"، ويصيب الفتيات فى سن المراهقة من الطبقة الاجتماعية المتوسطة، حيث يسيطر عليهم خوف مرضى من الإصابة بالسمنة، ويظهر هذا الخوف عند هؤلاء المصابات من خلال الامتناع الكامل عن تناول الطعام، مما يصيبهن بالهزال، وتحاول أيضًا مريضة فقدان الشهية العصبى إنقاص وزنها دائما إلى أقل من المعدل الأدنى للوزن الطبيعى.
وتضيف أن الفتاة تحاول دائما إنكار الاحساس بهذا بالهزال لمن حولها ومن الآثار الجانبية المعروفة للمرض، توقف الدورة الشهرية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، وقد تصاب الفتاة وقتها بانخفاض ضغط الدم، أو بطء ضربات القلب، أو ظهور شعر فى أماكن غير طبيعية مثل الذقن أو البطن, كما تصاب أيضًا بجفاف الجلد، وانخفاض درجة حرارة الجسم ونقص الأملاح.
وتستطرد قائلة: "عندما يقوم الطبيب بتشخيص حالة فقدان الشهية العصبى يجب استبعاد الأمراض العضوية التى قد تؤدى إلى الإصابة بالمرض ونقص الوزن أو الأمراض النفسية التى تمنع المريض من تناول الطعام".
والعلاج كما تقول الدكتورة إيناس: يبدأ بمحاولة السيطرة على المضاعفات التى حدثت للمريضة، وبعدها تتلقى برامج تغذية لكل حالة على حدة، ومن خلال هذه البرامج يمكنها استعادة التوازن للجسم، والوصول إلى معدل طبيعى لكتلة الجسم, وربما يرى الطبيب ضرورة العرض على أخصائى نفسى فى بعض الحالات.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع